التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم 5 وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون 6}

صفحة 3032 - الجزء 4

  وعليه أهل اللغة، قال أبو عمرو: حصرني وأحصرني: حبسني، والحَصُورُ الذي لا يأتي النساء، والحصر الحبس، والإحصار: أن يحصر الحاج عن بلوغ المناسك لمرض أو غيره، والحَصِرُ: الكتوم للسر كأنه منع إفشاءها، والحَصَرُ: العي، والحَصَرُ: ضيق الصدر، والحُصْرُ: اعتقال البطن، وحصر في كلامه حصرًا إذا امتنع عليه، والحَصْرُ والحبس والأسر نظائر. والمرصد والمَرْبَأ والمَرْقَبُ نظائر، رصده يرصده رَصدًا، وأرصده يرصده إرصادا، وأوَصَدَه رُصَدًا إذا رقبه، قال عامر بن الطفيل:

  إن المِنَيَّة لِلفَتَى بالمْرَصَدِ

  وقال عدي بن زيد:

  أَعاذِلَ إِنَّ الجَهْلَ مِن لَذَّةِ الفَتى ... وَإِنَّ المَنايا لِلرِجالِ بِمَرصَدِ

  والاستجارة: طلب الجور أو المجير، والجار والمستجير بمعنى، وهو أن يستعيذ بغيره لِيُؤَمِّنَهُ، فأجاره أمنه، وأصله الجوار كأنه يصير في جواره.

  والإبلاغ والإيصال من النظائر، والإبلاغ: التصيير إلى منتهى الحد، بلغت المكان إذا أشرفت عليه وإن لم تدخله، ومنه: {فَإذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ} يعني شارفن انقضاء العدة، وبلغ وأبلغ أوصل.

  والمأمن: موضع الأمن، وسمي داره مأمنًا؛ لأنه يأمن فيه.

  · الإعراب: نصب «كُلَّ مَرْصَدٍ» على تقدير محذوف، كأنه قيل: على كل مرصد في قول الأخفش، كما قال الشاعر: