التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين 7 كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون 8}

صفحة 3037 - الجزء 4

  · اللغة: المسجد: موضع السجود كما أن المجلس موضع الجلوس، ثم صار في الشرع اسمًا للموضع المهيأ لصلاة الجماعة.

  الحرام: المحظور بعض أحواله، ثم تختلف أحواله، فالأُمُّ حرام؛ لأن نكاحها محظور، والخمر حرام؛ لأن شربها محظور.

  والاستقامة: الاستمرار على الطريقة المستقيمة، وأصله من القيام.

  والظهور: العلو بالغلبة، وأصله الظهور لخروج الشيء إلى حيث يصح إدراكه، ظهر يظهر ظهورًا، والمراقبة والمراعاة والمحافظة نظائر.

  والرقيب: الحافظ والمنتظر، رقبتْ أرقب رقبة ورقبانًا إذا انتظرت، والمَرقَب: المكان العالي يقف عليه الرقيب، والمراقبة: أن يرقب كل واحد منهما موت صاحبه، ومنه: الرقبى.

  والإلُّ: العهد، وأصله من الأليل وهو البريق، أَلَّ يؤُلُّ إذا لمع، ومنه: الآلة الحَرْبَةُ للمعانها، والأَلُّ الضرب بالآلة، وأذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ تشبه بالحربة في تحديدها، قال الزجاج: أصله التحديد، ثم يستعمل في معان أخر، والأَلُّ بفتح الهمزة الصياح، والإلُّ بكسرها: اللَّه تعالى، والآل القرابة.

  · الإعراب: «كيف» استفهام والمراد الإنكار؛ أي: لا يكون لهم عهدت، ولا بد فيه من