قوله تعالى: {اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون 9 لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون 10 فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون 11 وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون 12}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عمر ويعقوب: «أيمة» بهمزة واحدة غير ممدودة، وتليين الثانية طلبًا للخفة، وقرأ ابن [عامر وعاصم وحمزة] والكسائي «أَئِمَّةَ» بهمزتين على التحقيق؛ لأن أصلها أَأمِمَةٌ، مثل مثال وأمثلة، وعماد وأعمدة، وأدغمت الميم التي هي عين أفعله في الميم الثانية، وقلبت حركتها إلى الهمزة الساكنة التي هي فاء الفعل، فصارت أَإمَّة، وكتبت الهمزة الثانية ياء لما فيها من الكسرة، وهي لغة بني تميم.
  وقرأ ابن عامر: «لا إيمان لهم» بكسر الألف، وهي قراءة الحسن، وعطاء، ولها وجهان:
  أحدهما: لا أمان لهم؛ أي: لا يؤمنوهم، فيكون مصدرًا من الإيمان الذي ضد الإخافة.
  والثاني: أنهم كفرة، لا إيمان لهم؛ أي: لا تصديق. وعن عطية العوفي: لا دين لهم.
  وقرأ الباقون بفتح الهمزة وهو جمع: يمين.
  · اللغة: الاشتراء: استبدال الشيء بثمنه، ونقيضه البيع.
  والاعتداء: مجاوزة الحد في الظلم، ومنه التعدي، ومنه المعاداة والعداوة؛ لأن كل واحد تجاوز الحد في باب عدوه.
  والتفصيل: التبيين، فصلت الشيء تفصيلاً، وأصله القطع كأنه فصله عن غيره ليظهر بالبيان.