قوله تعالى: {اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون 9 لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون 10 فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون 11 وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون 12}
  والنكث: نقض العهد، وانتكث مثل انتقض، والنِّكث بكسر النون: أن ينقض الأكسية الخَلَقِ وتغزل ثانية.
  والإمام واحد، والجمع: أئمة، وهو الذي يُقْتَدَى به، وهما إمامان: إمام في الشر ضال مضل، وإمام في الخير هادٍ مُهْتَدٍ.
  · النزول: قيل: نزلت قوله: «اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا» في أبي سفيان والأعراب [الذين جمعهم] على طعامه، عن مجاهد.
  وقيل: نزلت في قوم من اليهود دخلوا في العهد ونقضوا، عن أبي علي. قال القاضي: والآية لائقة بهم؛ لأنهم حرفوا وبدلوا، وكان منهم من يأخذ على ذلك بدلاً.
  وعن عطاء قال: كان أبو سفيان يطعم الطعام ليصد الناس بذلك عن متابعة رسول اللَّه ÷، ففيه نزلت الآية.
  وقوله: «فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ» قيل: نزلت في أبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، وسائر رؤساء قريش الَّذِينَ نقضوا العهد، عن ابن عباس.
  وقيل: هم أهل فارس والروم، عن مجاهد.
  وقيل: لم يأمن بعد أهلها، عن حذيفة.
  · المعنى: ثم بين - تعالى - خصال القوم وبين حكمه بينهم، فقال سبحانه: «اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ» بحججه وبيناته، وقيل: القرآن، ويحتمل التوراة «ثَمَنًا قَلِيلًا» يعني عرضًا من الدنيا وهو قليل في جنب ما فاتهم من ثواب اللَّه - تعالى - وما لزمهم من عقاب