قوله تعالى: {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون 16}
  قيل: السباع والحيات، سميت بذلك لولوجها بالنهار واستتارها في الإدلاج، والولج: ما ولجت فيه من كهف أو غيره.
  · الإعراب: «أَمْ حَسِبْتُمْ» معطوف على ما تقدم من قوله: «ألا تقاتلون» و (أم) حرف عطف يعطف به الاستفهام، فلما كان لفظ ما تقدم لفظ الاستفهام جاء المعطوف عليه في مثل لفظه، ومعناه الإخبار عن أبي مسلم. وقيل: «أَمْ حَسِبْتُمْ» معناه أحسبتم، فأدخل الميم؛ لأنه استفهام معترض في وسط الكلام ليفرق بينه وبين الاستفهام والمبتدأ.
  · النزول: اختلفوا فيمن نزلت الآية ومن خوطب بها، فقيل: قوم من المنافقين كانوا يتوسلون إلى رسول اللَّه ÷ بالخروج معه إلى الجهاد اندفاعا والنفاق في قلوبهم، عن ابن عباس فيما رواه الضحاك.
  وقيل: الخطاب للمؤمنين لما شق على بعضهم القتال، فأنزل اللَّه - تعالى - «أَمْ حَسِبْتمْ»، عن أكثر المفسرين الأصم وأبي علي وأبي مسلم، وغيرهم.
  · النظم: قيل في نظم الآية وتلخيصها: إنه لما أمر بالجهاد بين أنه - تعالى - لا يترككم حتى يعلمكم مجاهدين مخلصين غير داخلين مدخلا يخالف ما عليه الرسول والمؤمنون عن أبى مسلم.
  وقيل: لما تقدم الأمر بالقتال عطف عليه بهذا الشرط وهو الإخلاص والجهاد على وجه قطع [العصمة] ليظهر الظفر ويستحق الثواب، ذكره شيخنا أبو حامد.