قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين 19 الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون 20 يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم 21 خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم 22}
  والرضوان: مصدر رضي يرضى رضوانًا، ورِضيً، وهو مرضو عنه، ومرضي عنه، ونقيض الرضا: السخط، وارتضاه ارتضاءً، وتراضوا تراضيًا.
  والجنة: البستان التي فيها الشجرة، وأصلها الستر. والأبد: جمعها آباد وأبود.
  · الإعراب: الألف في قوله: «أجعلتم» استفهام، والمراد الإنكار؛ أي: لا تجعلوا.
  ويقال: ما المحذوف من قوله: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ»؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: كإيمان، تقديره: أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن بِاللَّهِ، فقام الاسم مقام المصدر، كما يقال: الفقيه أبو حنيفة، والسخاء حاتم.
  والثاني: بتقدير: صاحب سقاية الحاج يعني أجعلتم صاحب السقاية كالمؤمن، فيقوم مقام المصدر - الاسم على أن أصل السقاية مصدر كما قال الشاعر:
  لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى ... ولكنما الفتيان كل فتى ندي
  أي: فتيان نبات اللحى.
  · النزول: في نزول الآية قولان:
  أحدهما: أنها نزلت في المسلمين.
  وثانيها: أنها نزلت في الكافرين.
  ومن قال بالأول، اختلفوا، فقال: تفاخر المهاجرون وولاة البيت، فقالوا: نحن سقاة الحاج وعمّار المسجد الحرام، فنحن أعظم أجرًا، فأنزل اللَّه تعالى: «أجعلتم»، ذكره الأصم.