قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم 28}
  · الإعراب: (ما) في قوله: «إنما» الكافة فمنع (إنَّ) من العمل، و «المشركون» رفع بالابتداء و «نجس» خبره، تقديره: المشركون نجس.
  · النزول: كان المشركون يجيئون إلى البيت بالطعام ويتبايعون، فلما منعوا من الحرم شق ذلك على المسلمين وخافوا انقطاع المتاجر، فأنزل اللَّه تعالى: «وإن خفتم عيلة ...» الآية عن مجاهد، وقتادة.
  وعن ابن عباس: لما منعوا من الحرم ألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن وقالوا: من أين نأكل وقد انقطعت الميرة عنا؟! فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية.
  · النظم: قيل: الآية تتصل بقوله: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} فإنه أمرهم ليسيحوا في الأرض، ثم أمرهم بنفيهم عن الحرم، ثم أمر بقتلهم إن لم يسلموا عن الأصم.
  وقيل: لما تقدم النهي منه عن ولاية المشركين وأزال ولايتهم عن المسجد الحرام لكفرهم بقوله: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ} حظر عليهم في هذه الآية أن يقربوه، عن أبي مسلم.
  · المعنى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ» قيل: أراد الوثني دون الكافر، وقيل: أراد كل كافر المشرك وأهل الكتاب سواء، وهو الوجه «نَجَسٌ» قيل: خبيث،