قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين 37}
  مهموز على المصدر على وزن نسع، وقرأ أبو جعفر وورش بالتشديد وترك الهمز، وروي مثله عن أبي كثير، على معنى المنسي والمتروك، من النسيان، ويحتمل أن يكون أصله الهمز فخفف.
  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم ويعقوب: «يَضِلُّ» بفتح الياء وكسر الضاد، واختاره أبو حاتم لأنهم هم الضالون، ولقوله: «يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا»، وقرأ الحسن وأبو رجاء وأبو عبد اللَّه السلمي وقتادة ومجاهد وفيه عن البزي عن أبي عمرو وورش عن يعقوب «يُضِلُّ» مضمومة الياء مكسورة الضاد وفيه وجهان:
  أحدهما: أن يكون «الَّذِينَ كفروا» في محل النصب؛ يعني: يضلون بذلك أتباعهم من الكفار، ويحتمل يهلك اللَّه به الَّذِينَ كفروا بمعنى يعاقبهم.
  والثاني: أن يكون في محل الرفع، يعني: الَّذِينَ كفروا يضلون أتباعهم.
  وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بضم الياء وفتح الضاد وهي قراءة ابن مسعود واختيار أبي عبيد على ما لم يسمّ فاعله كقوله: {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ}.
  و «الَّذِينَ كفروا» في محل رفع لأنه اسم ما لم يسم فاعله.
  · اللغة: النسيء: أصله التأخير، يقال: بعت نسيئة أي بتأخير، ومنه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} نؤخرها، قال الأصمعي: نسئت المرأة تنسأ نسيئًا إذا حملت أولاً لتأخير حيضها، ويُقال: نسئت المرأة: تأخر حيضها فرجي أنها حبلى، ونسأ اللَّه في أجلك، ونسأت الناقة في السير وقفت بها، كأنك زجرتها عن التأخير، والمِنْسَأَة: العصا؛ لأنه تمنع من التأخير، ونسأت اللبن: إذا أخرته حتى كثر الماء فيه، ونسأت