التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين 37}

صفحة 3112 - الجزء 4

  بالإبل أخرت ورودها، وقيل: أصله الزيادة، ومنه: نسأ اللَّه في أجلك أي: زاد فيه، ونُسئت المرأة لزيادة الحمل في بطنها، ونُسِئ اللبن: زيد بكثرة الماء، عن قطرب. وقيل: أصله الترك، ومنه: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُم}.

  والمواطأة: الموافقة والمماثلة، ويقال: وطأ في الشعر: إذا قال بيتين على قافية واحدة وأوطأ مثله.

  · الإعراب: (ما) في قوله: «إِنَّمَا النَّسِيءُ» (ما) الكافة كفت (إنَّ) عن العمل.

  - و «النَّسِيءُ» ابتداء و «زِيَادَةٌ» خبره «فَيُحِلُّوا» نصب لأنَّهُ معطوف على «لِيُوَاطِئُوا» أو كي يحلوا وعلامة النصب ذهاب النون.

  «عَامًا» نصب على الظرف، وقيل: معناه يحلونه في عام.

  «سُوءُ» رفع لأنه اسم ما لم يسم فاعله.

  «وَاللَّهُ لَا يَهْدِي» قيل: الواو للاستئناف، وقيل: واو العطف على قوله: «يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا» ولا يهديهم اللَّه، عن أبي مسلم.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في النسيء الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه، فكان الحج يقع في غير وقته، واعتقادهم قربة الشهر في غير أوانه.

  وقيل: كانوا يحولون المحرم صفرًا، عن ابن عباس.

  وقيل: كانوا يؤخرون الحج في كل سنة شهرًا، عن أبي علي.