قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين 37}
  ومجاهد. فيقوم ويقول: لا أعاف ولا أخاف، حرمنا المحرم، ثم يجيء في العام المقبل ويقول: حرمنا صفرًا وأخرنا المحرم، وقيل: بل كانوا ثلاثة: منهم نعيم بن ثعلبة عن الكلبي، وقيل: أول من سنه القلمس، عن ابن زيد. وفي ذلك قال قائلهم:
  ومنا ناسئ الشهر القلمس
  «زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ» يعني إجراء الحج في غير الوقت الذي رتبه - تعالى - فيه فكفروا، بل زادوا كفرًا إلى كفرهم «يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا» عن دينهم «يُحِلّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا» ليوافقوا، وقيل: ليشتهوا «عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ» قيل: خافوا كون الحج في ذي الحجة وأحبوا أن يكون في أيام الربيع فسموا كل شهر حجوا فيه ذا الحجة ليوافقوا عدة ما حرم اللَّه، وقيل: لم يحلوا شهرًا من الحرم إلا حرموا مكانه شهرًا من الحلال، ولم يحرموا شهرًا من الحلال إلا أحلوا مكانه شهرًا من الحرام؛ لئلا يكون الحرام أكثر من أربعة أشهر فتكون موافقة في العدد، وكانوا يخدعون العوام ويقولون: اللَّه حرم أربعة أشهر وهذه أربعة أشهر، شهر بشهر، وقيل: ليوافقوا بتحليل تحريم اللَّه فيحلوا الحرام ويحرموا الحلال، عن أبي مسلم. «زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ» قيل: رؤساؤهم زينوا لأتباعهم، عن أبي علي. وقيل: زينها الشيطان لهم عن الأصم. وقيل: زينتها أنفسهم والشيطان، عن الحسن، وأبي علي. وقيل: زينها اللَّه بالشهوة ليجتنبوا فيستحقوا الثواب، وقيل: معناه أنهم استحسنوا من ذلك ما هو سيئ وأطلق لفظ الفعل على ما لم يسم فاعله وإن لم يكن هناك غيره على عادة العرب في مخاطبتهم يقولون: فلان أعجب بنفسه، [ومعجب] بنفسه، وأنى تصرفون، وأنى تؤفكون «وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» قيل: لا يهديهم إلي الجنة والثواب، عن أبي علي. وقيل: لا يحكم بهدايتهم عن الأصم. وقيل: هو يتصل بقوله: «يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كفروا» أي: لما