قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل 38 إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير 39}
  · القراءة: قراءة العامة: «تَنْفِرُوا» بكسر الفاء، وقرأ عبيد بن عمير بضمها وهما لغتان.
  · اللغة: النَّفَرُ: الخروج، وأصله مفارقة مكان إلى مكان لأمر هاجمهم على ذلك، ومنه: نفور الدابة، يقال في الغزو: نفر يَنْفِرُ نفْرًا ونفيرًا، ولا يقال: نفورًا، ونفرت الدابة تنفر نفورًا، ولا يقال: نفيرًا.
  والتثاقل والتباطؤ من النظائر، ونقيضه: التسرع، والتثاقل: إظهار ثقل النفس، وأصله من الثقل وهو ضد الخفة، يقال: ثقلت إلى الأرض اضطجعت واطمأننت، ووجدت في نفسي ثَقَلة بفتح الثاء والقاف، وثِقْلة بكسر الثاء وسكون القاف أي: ثقلاً.
  والمتاع: ما ينتفع به.
  والاستبدال: استفعال من البدل، وهو جعل أحد الشيئين بدلاً من الآخر، وهو بدل الشيء وبديله، وبدلت الشيء: غَيَّرْتُه وإن لم يأت له ببدل، وأبدلته إذا أتيته ببدله.
  والضَّر بالفتح: خلاف النفع، وبالضم: الهزال، وبالكسر: تزوج المرأة على ضرّة.
  · الإعراب: يقال: ما زنة «اثَّاقَلْتُمْ»؟
  قلنا: مثل احماررتم، وأصله: تثاقلتم إلا أن التاء أدغمت في الثاء لمناسبتها لها، ودخلت ألف الوصل لتبدأ بها لما سكن الحرف للإدغام، ومثله: {ادَّارَكُوا}.
  «أَرَضِيتُمْ» الألف ألف استفهام، والمراد الإنكار. «إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ» جزم لأنه شرط وجزاء. و «يَسْتَبْدِلُ» عطف على «يَعَذِّبُ».