قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم 40}
  · القراءة: قرأ يعقوب «وَكَلِمَةَ اللَّهِ» بنصب (كلمةَ) على معنى: وجعل كلمة، عطفًا على (كلمةَ) الأولى، والقراء على رفع ذلك على الاستئناف.
  قراءة العامة: (أيده) بغير مد من الأيد، وهو القوة، وقرأ مجاهد: وأيده.
  · اللغة: غور كل شيء: قعره، وغار الماء غورًا، وغارت عينه تغور غورًا: إذا دخلت في رأسه، وغارت الشمس غيارًا، قال الشاعر:
  هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ فَنَهَارُهَا ... وَإِلَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيارُها
  والغار: الثُّقْبُ في الجبل، من قوله: أغار على القوم: إذا أخذهم من أخبيتهم بهجومه عليهم.
  والأيد والآدُ: القوة، وأيده اللَّه قواه: والتأييد: التقوية.
  والسفلى: تأنيث الأسفل، والعليا: تأنيث الأعلى، وهما من النقيض.
  · الإعراب: رفع «كَلِمَةُ» الاستئناف لما تقتضيه حقيقتها أنها رفيعة بغير جعل جاعل؛ إذ هي مما لا يجوز عليه خلافه.
  «ثَانِيَ اثْنَيْنِ» نصب على الحال؛ لأنك أردت أخرجه الَّذِينَ كفروا في هذه الحال، أي في حال ما هو أحد الاثنين، وللعرب في هذا مذهبان، يقولون: خامس خمسة؛ أي: أحد الخمسة على قياس (ثَانِيَ اثْنَيْنِ).