قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم 40}
  والثاني: خامس أربعة، أي: خمس الأربعة بمصيره فيهم بعد أن لم يكن.
  · النزول: قيل: نزلت في قصة الغار لما خرج النبي، ومعه أبو بكر إليه، ومكثوا ثلاثًا ثم خرجوا إلى المدينة، عن مجاهد.
  · النظم: قيل: في اتصال الآية بما قبلها وجوه:
  منها: لما تقدم أن قعودهم لا يضر الرسول بين أن هذا كما لم يضره قعودهم عند خروجه إلى الغار معقلة الأنصار وكثرة الأعداء، عن الأصم.
  ومنها: هو تفصيل للجملة التي أخبر بها أنهم لو خذلوه نصره بأنواع النصرة.؛ ألا ترى كيف دفع عنه مضرة الأعادي عند خروجه إلى الغار.
  · المعنى: «إِلّا تَنْصُرُوهُ» أي: لا تخرجوا معه إذا استنفركم ولم تعينوه على جهاد عدوه إذا استنصركم يعني الَّذِينَ قعدوا عنه ولم يكن فيهم أحد من المهاجرين عن الأصم. «فقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ» حين مكر به أعداؤه «إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا» يعني من مكة لما اجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا في أمره، واتفقوا على قتله والكيد به فدفع اللَّه عنه مكرهم «ثَانِيَ اثْنَيْنِ» أي أحد اثنين هو وأبو بكر «إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ» هو نفق في جبل مكة يقال له: ثور «إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ» يعني النبي يقول لأبي بكر «لَا تَحْزَنْ» ولم يكن حزنه جبنًا ولا سوء ظن، وإنما كان إشفاقًا منه على رسول اللَّه، وقيل: خاف الجراح والأذى وإلا فقد علم أن اللَّه سيعصمه، وروي أن أبا بكر قال: يا رسول اللَّه، إن