التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 41 لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون 42 عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين 43}

صفحة 3126 - الجزء 4

  · القراءة: · القراءة الظاهرة: «الشُّقَّةُ» بضم الشين وهي اللغة الغالبة، وعن عبيد بن عمير بكسر الشين، وهي لغة قيس.

  والقراءة الظاهرة: «لَوِ اسْتَطَعْنَا» بكسر الواو؛ لأن الجزم يحرك بالكسر، وقرأ الحسن بفتح الواو؛ لأن الفتح أخف الحركات، فحرك إليه، وعن الأعمش بضم الواو.

  · اللغة: النَّفْرُ: الخروج.

  والثقل خلاف الخفة، وهو ذهاب الثقل، والثقل يرجع إلى الاعتمادات اللازمة السفلية.

  والقاصد أصله: القصد، ومنه يقال للعبد: أقصد، لأنه مما ينبغي أن يقصد، وقصدت قصده: نَحَوْتُ نَحْوَهُ، وسفر قصد: سهل باقتصاده لا مما يقصد لسهولته.

  والشقة: يصير إلى أرض بعيدة، يقال: شقة شاقة، والشقة: القطعة من الأرض التي شق ركوبها إلى صاحبها لبعدها، وأصله يحتمل أن يكون من المشقة، والشِّق بكسر الشين المشقة، ومنه: {إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ} ويحتمل أن يكون من الشَّقّ الَّذِين هو في الناحية من الجبل، ومنه الحديث «في أهل غنيمة بشق». قال ابن عرفة: «بَعُدَتْ عَلَيهِمُ الشُّقَّةُ.» أي: الناحية التي يدنو إليها. قال الفراء: وجمعها: شُقَق بضم الشين، وقيل: شِقَق بكسرها. وقال ابْنُ [الْيَزِيدِيِّ]: يقال: فلان بعيد الشقة؛ أي: بعيد السفرة.