قوله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 41 لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون 42 عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين 43}
  وتدل على وجوب الجهاد بالنفس والمال، والجهاد بالنفس ربما يتعين وربما يكون فرضًا على الكفاية.
  فأما الجهاد بالمال فينقسم:
  فمنها إنفاقه على نفسه في أسباب الجهاد والسير إليه.
  ومنها: صرفه إلى الآلات في الجهاد.
  ومنها: صرفه إلى من ينوب عنه أو يخرج معه وكل ذلك داخل في الآية.
  وتدل على أن الجهاد واجب ابتداء وعند النفير، وأنه يلزم وإن لم يُخَفْ على بلاد الإسلام.
  وتدل على معجزة للرسول ÷ حيث أطلعه اللَّه على أسرارهم وأنهم يحلفون كاذبين.
  ويدل قوله: «عَفَا اللَّهُ عَنْكَ» على صغيرة، عن أبي علي من وجهين: أحدهما: «عَفَا اللَّه عَنْكَ».
  والثاني قوله: «لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ» فيدل على جواز الصغيرة على الأنبياء، وقد بينا أنه لا يصح حمل الآية على وجه لا يكون الإذن معصية.
  وتدل على أن النفير والجهاد والصدق والكذب واليمين فَعْلُهم لذلك صح الأمر والنهي والمدح والذم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.