قوله تعالى: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين 44 إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون 45}
  · الإعراب: قيل: في الآية حذف، وتقديره: لا يستأذنك الَّذِينَ يؤمنون بِاللَّهِ ألا يجاهدوا، في معنى قول أبي علي.
  وقيل: المحذوف: كراهة أن يجاهدوا، عن الحسن. وتقديره: استأذنوك في القعود كراهة الجهاد.
  وقيل: لا حذف فيه، عن أبي مسلم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - حال المؤمنين والمنافقين في الاستئذان، فقال سبحانه: «لا يَسْتَأْذِنُكَ» أي: لا يطلب منك الإذن في القعود عن الجهاد معك بالمعاذير الفاسدة عن ابن عباس وأكثر المفسرين، وقول الأصم وأبي علي. وقيل: لا يستأذنك في الخروج معك تملقًا بعد معرفتهم بالإذن العام والدعاء إليه المؤمن، بل يتأهب له يكتفي بالدعاء العام، عن أبي مسلم. «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ» توحيده وعدله، ووعده ووعيده «وَالْيَوْمِ الآخِرِ» يعني يوم القيامة، وسمي بذلك لتأخره عن الدنيا، وقيل: آخر أيام الدنيا المؤْذِن بظهور الساعة أن يجاهدوا، عن أبي علي. وقيل: «أَنْ يُجَاهدوا» بالاستئذان في الخروج معه، عن أبي مسلم. «بِأَمْوَالِهِمْ» فيما ينفقه في سبيل اللَّه «وَأَنْفُسِهِمْ» بالسيف والحجة «وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ» قيل: لم يُخْرِجْ هَؤُلَاءِ المنافقين من جملة المتقين إلا لأنه عليم بالمتقين، وعليم أنه ليس منهم. قال