قوله تعالى: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين 44 إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون 45}
  ابن عباس هذا تعيير للمنافقين في الاستئذان وعذر للمؤمنين في قوله: {لَمْ يَذْهَبُوْا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ}، «إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ» يعني لا يستأذنك ولا يطلب الإذن منك إلا هؤلاء المنافقين، قيل: في القعود مع دعائك إلى الخروج، عن أكثر المفسرين منهم ابن عباس، وقيل: في الخروج؛ لأنه مستغن عنه بدعائك، عن أبي مسلم؛ لأن المنافق يكرر الاستئذان في الخروج تملقًا ولا يتأهب، والمؤمن يتأهب ولا يستأذن اكتفاءً بالدعاء الأول، وقيل: أرادوا بالاستئذان ألَّا يخرجوا «الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ» بتوحيده وعدله «وَالْيَوْمِ الآخِرِ» يوم البعث والنشور «وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ» أي: شكت قلوبهم واضطربت اعتقاداتهم «فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ» أي: يتحيرون.
  · الأحكام: تدل الآية على حرص المؤمنين في الجهاد، فلا يستأذنون في القعود، وأن المنافق بخلافه.
  وتدل على أن ذلك ليقين المؤمن بالجزاء وشك المنافق فيه.
  وتدل على أن المعارف مكتسبة؛ لأن قوله: «فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ» صفة الشاك المتردد دون المتيقن المستبصر.
  وتدل على أن الاستئذان والريب والجهاد فعلهم.