التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين 46 لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين 47 لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون 48}

صفحة 3135 - الجزء 4

قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ٤٦ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ٤٧ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ٤٨}

  · اللغة: العدة: ما أعددته للحوادث، ونظيره: الأهبة، قال عمرو بن معدي كرب:

  أَعْدَدْتُ للحَدَثان ... سابِغَةً وعَدَّاءً عَلَنْدَى

  ومنه: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهم جَنَّاتٍ}، فإذا أضفته أظهرت الدال، تقول: أعد فلان، وأعددت أنا.

  والبعث: الإثارة والإطلاق، يقال: بعثت الناقة: أثرتها، والابتعاث: الانطلاق في الأمر بسرعة، وفلان ابتعث في الأمر، أي: لا يقاد له فيه.

  التثبيط: التعويق، وهو أن يحول بين الإنسان وبين أمر يريده بالتزهيد فيه، يقال: ثبطه عن الأمر تثبيطًا: إذا أبطأت عنه، ومنه قول عائشة في سودة: امرأة ثَبِطَةً، أي: بطيئة.