قوله تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين 46 لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين 47 لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون 48}
  قُلَّبٌ، كأنه يطلب الاحتيال في الأمور، يقال للمحتال المتصرف في وجوه الحيل: [حُوَّلٌ قُلَّبٌ].
  · الإعراب: «إلا خبالاً» قيل: استثناء منقطع، وتقديره: ما زادوكم قوة، ولكن طلبوا خبالاً، كقول الشاعر:
  وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بها أَنِيسُ ... إِلَّا الْيَعَافِيرُ وإِلَّا العيسٌ
  لأنهم لم يكونوا على خبال قط حتى يزاد فيه، وقيل: بل استثناء حقيقي، فتقديره: ما زادوكم إلا تلونًا في الرأي ويقوده حتى يصير خبالاً.
  «يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ» أي: يبغون لكم الفتنة.
  · النزول: قيل: نزلت في المنافقين، كعبد اللَّه بن أُبَي، والجدّ بن قيس ومن تبعهم ممن تخلفوا عن الناس في غزوة تبوك.
  وقيل: لما تخلفوا نزل: «لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا» الآية.
  وقيل: كانوا أرادوا بالتخلف إفساد أمر النبي ÷.
  · المعنى: ثم ذكر - تعالى - أسرار المنافقين، فقال سبحانه وتعالى: «وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ»