التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين 46 لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين 47 لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون 48}

صفحة 3140 - الجزء 4

  قيل: صَدَّ أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر، وقيل: بتخذيل الناس وترك نصرك كفعل عبد اللَّه بن أبيّ يوم أحد حين صرف بأصحابه، وقيل: «مِنْ قَبْلُ» يعني يوم الأحزاب، قيل: طلبوا الإضرار بك حالاً بعد حال «وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ» قيل: طلبوا لك الحيلة من كل وجه ليبطلوا دينكم ولم يقدررا عليه، وقيل: كأنهم يريدون في كيده وجهًا من التذبير فإذا لم يتم فيه تركوا ذلك وطلبوا الكيد في غيره، وهذا تقليب الأمور عن أبي مسلم. وقيل: [قلبوا لك] ليخذلوا عنك أصحابك ويسيبوا أمرك «حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ» قيل: النصر والظفر الذي وعد اللَّه به «وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ» قيل: دينه وهو الإسلام، وذلك ظهر على رغمهم، وقيل: ظفر على الأعداء «وَهُمْ كَارِهُونَ» يعني هَؤُلَاءِ المنافقين كرهوا ظهور الإسلام وظفر المسلمين على الكفار.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه - تعالى - كره خروجهم؛ لأنه كان معصية.

  وتدل على أنه لا يريد المعاصي بل يكرهها، وقد بينا أن المأمور به الخروج للنصرة، والمكروه هو الخروج للفساد، والمأمور غير المكروه فلا تعلق للمجبرة في الآية.

  وتدل على أنه - تعالى - ثبطهم فيحتمل أنه لطف حتى لم يخرجوا، فتدل علي أنه