قوله تعالى: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين 49 إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون 50 قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون 51 قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون 52}
  · الأحكام: تدل الآية على [أن] استئذانهم في القعود لم يكن لعذر صحيح، وكان للنفاق.
  وتدل على أن كل كائن مكتوب في اللوح المحفوظ، وإن ما يكتبه مصلحة للملائكة وفي الإخبار به مصلحة لنا، وذلك لا يغير حال القادر المختار كالخبر والعلم فلا تعلق للمجبرة بالآية.
  وتدل الآية الثانية على وجوب الانقطاع إلى اللَّه - تعالى - والتوكل عليه في السراء والضراء.
  وتدل على وجوب الرضا بكل ما يكون من جهته - تعالى - من أفعاله وأوامره؛ لأنه لو أراد ما يكون من جهة الكفار وهو كُفْرٌ لكان الرضا به كفر، ولأن الكفر والمعاصي لا توصف بأنها مصيبة فلا تعلق للمجبرة به.
  وتدل على أن المؤمن بين حسنيين إما الظفر والغنيمة، وإما الشهادة والجنة، والمنافق بين عقوبتين: إما الأسر أو القتل، وإما النار.
  ويدل قوله: «فتربصوا» على تهديد عظيم وإن كان بصيغة الأمر، كقوله: {اعْمَلُوْا مَا شِئتُمْ}.
  وتدل على أن تربص العبد فِعْلُهُ؛ لذلك قسمه، فجعل بعضه من جهته وبعضه من جهتهم.