التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين 53 وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون 54 فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون 55}

صفحة 3148 - الجزء 4

  وهَؤُلَاءِ منعوا من الفعل بهم قبول نفقتهم، كقولك: منعتهم بِرِّي وعطائي، والمنع يضاد الفعل، والعجز يضاد القدرة عند من يثبته معنى، والممنوع قادر على الفعل عندنا.

  والكسل: التثاقل عن الأمر، وامرأة مِكْسِالٌ: لا تكاد تبرح مجلسها.

  والزَّهْقُ: أصله الهلاك، يقال: زَهَقَتْ نفسه: تَلِفَتْ، وكل هالك زاهق، ومنه: {وَزَهَقَ البَاطِلُ} وزهق يزهق زهوقًا، والزاهق من الدواب السمين؛ لأنه هالك بثقل بدنه في السير والكر والفر، وزهق الفرس أمام الخيل: تقدمها، كأنه ذهب سابقًا حتى هلك، والزَّهُوقُ: البئر البعيدة القعر لهلاك من يقع فيها، قال المبرد: وفيه لغتان: زَهَقَ يَزْهُقُ، نحو: جَمَدَ يَجْمُدُ، وزَهَقَ يَزْهِقُ، نحو: ضَرَبَ يضرِبُ.

  والإعجاب: السرور بما يتعجب منه، أعجبني حديثه أي سرني.

  · الإعراب: «أنفقوا» وإنْ كان صيغته صيغة الأمر فليس بأمر، ثم اختلفوا، قيل: هو خبر وبيان عن توسعة التمكين من الطاعة والمعصية كقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}، وقيل: معناه الخبر والجزاء، قال كثّير:

  أَسِيئِي بِنَا أَوْ أَحْسِنِي لَا مَلُومَةً ... لَدَيْنَا وَلَا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ