قوله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين 75 فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون 76 فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون 77 ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب 78}
  العاقب والعَقُوبُ: الذي يخلف فيه من كان قبله في الجنس، وأصل الباب أن يجيء الشيء بعقب الشيء، والنبي ÷ العاقب لأنه آخر الأنبياء، قال أبو عبيدة: يقال: عَقَب يَعْقِبُ عقوبًا وعَقْبًا: إذا جاء شيء بعد شيء، ومنه يقال للولد: عَقِبٌ، والتعقيب: أن يعمل عملاً، ثم يعود فيه، والمُعْقِبُ: نَجْمٌ يعقب نجمًا، أي يطلع بعده، وأعقبه اللَّه خيرا بما فعل، أي: صيّره إلى حال مخصوص في العاقبة، وأعقبه كذا إعقابًا، وعاقبت الرجل: من العقوبة؛ لأنه يكون بعد الجناية، وعاقبه، وأعقبه بمعنى، قال النابغة:
  ومَنْ أطاع فأَعْقِبْهُ بِطَاعَتِهِ ... كَمَا أطاعك وادْلُلْه على الرَّشَدِ
  وفرس ذو عقب: إذا كان له جري بعد جري.
  وأعقبه وأورثه إياه وأداه إليه من النظائر.
  أخلفوا: الإخلاف: أصله الخلاف، وهو الفعل، بخلاف ما يقوم به العقد.
  والسر: إخفاء المعنى في النفس، ونقيضه العلانية والجهر، أسره إسرارًا.
  والنجوى: الكلام الخفي والسر بين اثنين، يقال: ناجيته وتناجوا وانتجوا، وفلان نَجِيُّ فلان، والجمع: أَنْجِيَة، قال الشاعر:
  إنِّي إِذَا مَا الْقَوْمُ صَارُوا أنْجِيَهْ
  وقيل: أصله النجوة، وهو البعد، كأن المتناجِيَيْنِ قد تباعدا من غيرهما، ومنه {خَلَصُوا نَجِيًّا} عن أبي مسلم. وقيل: النجوة: المكان المرتفع الذي لا يصل إليه السيل، ومنه: {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} كأنهما رفعا حديثهما حتى لا يصل إليه غيرهما.
  وعلّام فيه مبالغة، ومعناه: عالم بالأشياء كلها.