التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم 91 ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون 92}

صفحة 3228 - الجزء 5

  الوجدان: إدراك المطلوب، وجَدْتُ المال وُجْدًا وجِدَةً، وجدت الضالة وِجْدَانا.

  والفيض: جريان الشيء عن امتلاء، ويُقال: فاض الإناء بما فيه.

  · الإعراب: اللام في قوله: «لِتَحْمِلَهُمْ» لام الغرض والإرادة، يعني أتوك وغرضهم وإرادتهم أن تحملهم.

  «حَزَنًا» أي: يحزنون حزنًا فهو نصب على المصدر.

  «لا يجدوا» نصب؛ لأن المعنى: ألَّا يجدوا.

  · النزول: الآية الأولى قيل: نزلت في عبد اللَّه بن زائدة، وهو ابن أم مكتوم جاء إلى رسول اللَّه ÷ قال: إني شيخ ضرير، نحيف الجسم، خفيف الحال، فهل لي من رخصة في التخلف عن الجهاد؟ فسكت النبي ÷، فأنزل اللَّه تعالى الآية، عن الضحاك.

  وقيل: نزلت في عائذ بن عمرو، عن قتادة.

  والآية الثانية قيل: نزلت في البكائين وهم سبعة نفر من قبائل، سألوا النبي ÷ وقالوا: احملنا على الخفاف والنعال، فقال ÷: «لا أجد ما أحملكم عليه» عن محمد بن كعب، وابن إسحاق.

  وقيل: هو معقل بن بشار وصخر بن خنساء، وعبد اللَّه بن كعب الأنصاري، وأبو علية بن زيد، وسالم بن عمير، وثعلبة بن غنمة، وعبد اللَّه بن معقل.

  وقيل: نزلت في بني مقرن بن معقل، وسويد، والنعمان عن مجاهد.

  وقيل: نزلت في أبي موسى وأصحابه جاؤوا إلى النبي ÷ ليحملهم فلم يجد ما يحملهم عليه، ثم وجد بعد ذلك فقال: «أين الأشعريون» فحملهم وخرجوا معه، عن الأصم.