قوله تعالى: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم 91 ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون 92}
  وقيل: نزلت في جماعة من ضعفاء المسلمين أرادوا الجهاد فلم يتمكنوا منه، فاستعانوا بالنبي ÷ فلم يجدوا عنده فرجعوا باكين.
  وقيل: كانوا جماعة من مزينة، عن مجاهد.
  وقيل: نزلت في عرباض بن سارية.
  وقيل: جماعة من الصحابة فيهم عبد اللَّه بن المغفل المزني، قالوا: يا رسول اللَّه، احملنا، فقال: «واللَّه لا أجد ما أحملكم عليه» وذلك بعد أن حث النبي ÷ على الجهاد، وأمر به، فتولوا، ولهم بكاء، عزيز عليهم أن يجلسوا عن الجهاد، فلما رأى تعالى حرصهم أنزل عذرهم، عن ابن عباس.
  · المعنى: ثم ذكر تعالى العذر، وبَيَّنَ أنه تعالى قابل الأعذار، وإنما لم يقبل من المنافقين لكذبهم ونفاقهم، فقال سبحانه: «لَيسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ» قيل: المشايخ والزَّمْنَى والعجزة، عن ابن عباس. وقيل: من لا يقدر على الخروج «وَلا عَلَى الْمَرْضَى» أصحاب العلل المانعة من الخروج «وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ» وهم الفقراء «حَرَجٌ» أي: مأثم في التخلف وترك الخروج مع رسول اللَّه ÷ «إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» قيل: نصحوا أولياء اللَّه وهم المسلمين ورسوله في معيتهم، وقيل: نصحوا دين اللَّه بالنصرة، وقيل: بالدعاء للمؤمنين ومعونة أهليهم بما أمكن، فإذا فعلوا ذلك كانوا كالمشاركين للغزاة، وقيل: بالنصيحة وترك التضريب والإفساد، وقيل: قاموا بالقسط ودعوا إلى اللَّه، عن الأصم. وقيل: بالنصح أن يريد لرسول اللَّه ما يريده لنفسه، عن أبي مسلم. «مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ» الَّذِينَ يعملون الحسنات «مِنْ سَبِيلٍ» قيل: من ذم وعقوبة، عن الأصم. «وَلا عَلَى الَّذِينَ» أي: ولا سبيل على الَّذِينَ هم من جملة المتخلفين وحالهم «إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ» يعني يطلبون منك مركوبًا تحملهم عليه حرصًا على الجهاد «قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا» أعرضوا عنك، وانصرفوا