قوله تعالى: {إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون 93 يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون 94 سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون 95 يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين 96}
  · الأحكام: تدل الآية على ذم المتخلفين، واعتذارهم بالكذب.
  وتدل على عظيم إثم اليمين الكاذبة.
  وتدل على معجزة للنبي ÷؛ لأن قوله: «يعتذرون» يجري مجرى الغيب، وكذلك قوله: «سيحلفون».
  وتدل على وجوب تجنب الكفار، وأنهم أنجاس.
  وتدل على أنه تعالى لا يرضى عنهم، وكذلك الرسول.
  وتدل على أن الاعتذار والحلف فعلهم؛ فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.
  وتدل على أن العقاب جزاء على الأعمال، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أنه لا يرضى الفسق؛ لأنه لا يرضى عن الفاسق لأجل فِسْقِهِ، وقد بَيَّنَّا معنى الرضا.
  واختلفوا، هل يكون الرضا عن الفاعل رضا بالفعل أم لا؟
  قال أبو علي: نعم، وقال أبو هاشم: لا، وهو الوجه.
  ومتى تعلقت الْمُجْبِرَة في الآية في لفظ الكسب، فجوابنا أن معنى قوله: «يكسبون» يعملون، فأما على قولهم بالكسب فالكسب لا يعقل، ويفسرون الكسب بالكسب، ولا يحصل من ذلك إلا أن العبد محل ذلك الفعل، فأما غير ذلك مما يرومونه فلا يعقل.