قوله تعالى: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم 97 ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم 98 ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم 99}
  عروبة: ضاحكة، طيبة النفس، كأنها تعرب عن نفسها بذلك، والعَرْب بسكون الراء وفتح العين: النشاط.
  وأجدر وأحرى وأولى نظائر، وأصله من جدر الحائط وأساسه، وقولهم: ذلك أجدر، أي أحرى أن يستعلى عليها.
  والحد أصله: المنع، ومنه: الحدود؛ لأنها تمنع عن المعاصي، ومنه: الحداد: البواب.
  والغرم: أصله اللزوم، ومنه: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}، وغرمته كذا، أي: ألزمته، ويسمى الغريم غريمًا للزومه، وغرمتُهُ غرْمًا وغرامة، والمَغْرم بفتح الميم: الغرم، وبضمها: المثقل دينًا، ومنه: {إِنَّا لَمُغرَمُونَ} أي: لزمنا غرم، ولم نحصِّل شيئا مما أملنا من زروعنا.
  والتربص: الانتظار، ومنه: التربص بالطعام لزيادة الأسعار، وأصله: التمسك بالشيء لعاقبة.
  والدائرة: الحادثة من حوادث الدهر، وهو الحال المتقلبة من النعمة إلى البلية، والدائرة: الدولة، وأصله من دار يدور دورانًا، والدَّوارِيُّ: الدهر يدور بالإنسان أحوالاً، قال العجاج:
  والدَّهْرُ بِالْإنْسَانِ دوارِيُّ
  والديار: فعال من دار يدور، وأصله: دوائر، ومنه: أخذ الدار.
  والقربات: جمع قربة، وفيها ثلاث لغات: ضم الراء، وفتحها، وسكونها، والقربة أصله من القرب: ما يدني من رحمة اللَّه، وهو طلب الثواب بحسن الطاعة، ومنه: القربان، وهو ما يتقرب به إلى اللَّه تعالى، وقرابين الملك: من تقرب منه.