التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم 101}

صفحة 3246 - الجزء 5

  العاتي، المجاوز لكل أحد، وقيل: للجزاء مارد، ورجل مارد ومريد ومرّيد بتشديد الراء، ومتمرد، كل ذلك بمعنى.

  · النزول: قيل: نزلت في جهينة، ومزينة، وأسلم، وأشجع، وغفار، وكانت منازلهم حول المدينة، وكان فيهم منافقون.

  · المعنى: ثم عاد الكلام إلى ذكر المنافقين، وبَيَّنَ أن فيهم طائفة استأثر اللَّه بالعلم بحالهم، فقال سبحانه: «وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعرَابِ» من سكان البادية «مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ»، أي أصروا على النفاق واعتادوه، وقيل: ألحوا عليه وأبوْا غيره؛ عن ابن إسحاق. وقيل: أقاموا عليه ولم يتوبوا، عن ابن زيد. «لاَ تَعْلَمُهُمْ» يا محمد لاستسرارهم ذلك «نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ»؛ لأنه يعلم السر وأخفى «سَنُعَذبُهُمْ مَرَّتَينِ» قيل: في الدنيا بما ينزل بهم من الغموم والذل بنصرة الرسول، وعند الموت بإخبار الملائكة إياهم بالعذاب وغيره، والمرة الثانية: في القبر، عن الحسن، وقتادة، وأبي علي. وقيل: في الدنيا بالفضيحة؛ لأن النبي ÷ ذكر رجالاً منهم بأعيانهم فأخرجهم من المسجد، فقال: «قم يا فلان اخرج، فإنك منافق»، والأخرى في القبر، عن ابن عباس. وقيل: بالقتل والسبي والجوع، عن مجاهد. وقيل: المرة الأولى: بالمصائب، والمرة الثانية: في جهنم، عن عطاء، وابن زيد. والمصائب في الكفار تكون عقوبة، وفي المؤمنين امتحانًا ومصلحة يستحق عليها العوض، وقيل: المرة الأولى: إقامة الحدود عليهم، والثانية: في القبر، عن ابن عباس. وقيل: المرة الأولى: أخذ الزكاة عنهم، والثانية: عذاب القبر، عن الحسن. وقيل: هو ما يدخل عليهم من غيظ الإسلام والمسلمين وعذاب القبر، عن ابن إسحاق. وقيل: المرة