التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم 113 وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم 114}

صفحة 3274 - الجزء 5

  · اللغة: الاستغفار: طلب المغفرة، وهو ستر الخطيئة بترك العقوبة.

  والأواه أصله: التأوه، وهو التوجع والتحزن، تأوه تأوهًا، وأَوَّهَ تأويهًا، قال الشاعر:

  إذا ما قُمْتُ أَرَحْلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ

  ولو جاء منه فعل مصرفا لكان: آه يؤُوهُ أَوَهًا، مثل: قال يقول قَوْلاً.

  وتبرأ «تَفَعَّلَ» من البراءة، يقال: برئ من كذا أبرأه، وبرئ منه، وجَمْعُهُ: بُرَآءُ على وزن «فُعَلاء»، ويجوز «بُرَّاء» على «فُعَّال»، وقد جاء بِرَاء بكسر الباء، نحو: طريف وطِرَاف، وخَفيف، وخِفاف.

  · الإعراب: (ما): حرف يقع على وجوه كثيرة، ف (ما) النفي، كقوله: {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا}، و (ما) النهي، كقوله: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} و (ما) الكافة، كقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، و (ما) الاستفهام، كقوله: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ}، و (ما) المصدر، كقوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} و (ما) الإتيان بمعنى (الذي)، و (ما) الصلة، كقوله: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ}.

  (النبي) و (المؤمنون) محله رفع؛ لأنه اسم (كان)، وخبره في قوله: «أن يستغفروا»، وتقديره: ما كان النبي مستغفرًا.

  · النزول: اختلفوا في سبب نزول الآية على ثلاثة أقوال: