التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم 117}

صفحة 3282 - الجزء 5

  · اللغة: العسر: ضد اليسر، وهو: صعوبة الأمر، وعسر الأمر: إذا صار عسيرًا، وأعسر: إذا ضاق، وعسرت المرأة: إذا عسر وِلاَدُها، وعسرك الرجل: إذا طالبك بشيء في غير حال يسرك.

  والزيغ: ميل القلب عن الحق، وأصله: الميل، والتزايغ: التمايل، وقوم زاغة عن الشيء وزائغون، وزاغت الشمس: مالت، وزاغ عن الطريق: جار وعدل.

  · الإعراب: «الَّذِينَ اتبعوه» محله خفض؛ لأنه بدل من المهاجرين والأنصار.

  · النزول: قيل: نزلت في غزوة تبوك وما لحق المسلمين فيها من العسر حتى هَمَّ قوم بالرجوع، ثم تداركهم لطف اللَّه، فمضوا، وقبل اللَّه منهم، ففي ذلك نزلت الآية.

  · النظم: اختلفوا بماذا تتصل هذه الآية:

  فقيل: إنها تتصل بقوله: «التائبون ...» الآية، كأنه قيل: لما أتوا بجميع هذه الأعمال من التوبة وأصناف الطاعات، وكان ذلك ثناء من اللَّه تعالى عليهم بيَّنَ في هذه الآية قبول توبتهم ورضاه عنهم باتباعهم النبي في ساعة العسرة، عن أبي مسلم.

  وقيل: لما ذكر أن له ملك السماوات والأرض ولا ناصر لأحد دونه بيّن رحمته للمؤمنين ورأفته بهم، وقبول توبتهم.

  · المعنى: «لَقَدْ تَابَ» قيل: قَبِلَ توبتهم وطاعاتهم، وما تحملوا في مرضاته من المشقة