قوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون 122 ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين 123 وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون 124 وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون 125}
  يوجب التخصيص، على ما قاله قتادة، ولأن أمر الرسول حتم يكْفُرُ راده بخلاف غيره، فأما إجابة الأئمة بعده فيجب لا بظاهر الآية.
  وتدل على أن الثواب يعظم بتحمل المشاق.
  وتدل على أن الثواب أَجَلُّ وأعظم من طاعة المكلف.
  وتدل على أن هذه الأفعال حادثة من جهتهم لذلك صح الأمر والنهي، والمدح والذم، والكتابة والجزاء؛ ولذلك قال: «أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ١٢٢ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ١٢٣ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ١٢٤ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ١٢٥}
  · القراءة: قرأ العامة: «أيُّكُم» بضم الياء، وعن عبيد بن عمير بفتحها، وكلاهما جائزان في العربية، غير أن القراءة لا تجوز إلا بما نقل مستفيضًا.
  · اللغة: النفور عن الشيء: الذهاب عنه لتكره النفسِ له، والنفور إليه: ذهاب إليه لتكرّه