التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون 122 ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين 123 وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون 124 وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون 125}

صفحة 3295 - الجزء 5

  النفسِ لغيره، والنفور: التباعد، يقال: نفر يَنْفِرُ، مثل: ضرب يضرب، نفورًا، وقوم نُفُور، والواحد نافر، كشاهد وشُهُود، ونفر فُوهُ: ورم من نفار الشيء، وهو تجافيه عنه، والنافر على أربعة أوجه: الذي ينفر من الشيء؛ أي: يهرب منه، وينفر حجه يدفع، والوارم، ومنه: لطم عينه، فنفرت، أي: ورمت، والغالب يقال: نافرته، ونفرته بالتشديد والتخفيف: غلبته.

  والفقه: العلم بالشيء، فقهت الحديث، وكل علم بشيء فقه، وفي حديث سلمان: «قال لامرأة فقهت»، أي: علمت وفهمت فأما فقُهت بضم القاف صارت فقيهة، وقيل: فقهت، فأما فَقُهَت بضم القاف: صارت فقيهة، وقد اختص بهذا الاسم علم الشرع والأحكام، وقيل لكل عالم بها: فقيه، وقيل: فهم المعاني المستنبطة، ولا يقال لله تعالى فقيه.

  والحَذَر: تجنب الشيء لما فيه من الضرر، حذر حذرًا وحَذَّرَهُ تحذيرًا.

  والولي: القريب، يقال: تباعدنا بعد وَلْيٍ، وجلست مما يليه، أي: مما يقاربه.

  والغلظة: خلاف الرقة، وهي الشدة في إخلال النعمة.

  والاستبشار استفعال من البشارة، ومعناه: استدعاء البشارة، وليتذكر ما فيه النعمة.

  · الإعراب: «لولا» يدخل على الفعل للتخصيص، وفي الاسم بمعنى امتناع الثاني لأجل الأول، كقولك: لولا زيد لجئتك.

  و (ما) في قوله: «وإذا ما أنزلت» قيل: صلة مؤكدة، ومعناه: إذا أنزلت سورة.