قوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون 5 إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون 6}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم: «يُفَصِّلُ» بالياء، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله تعالى: «مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ» فيرجع بالكناية إلى اسم اللَّه، وقرأ الباقون: «نُفَصِّلُ» بالنون على التفخيم، وعن ابن السَّمَيْقَعِ بضم التاء وفتح الصاد ورفع التاء من الآيات على ما لم يسم فاعله.
  والقراء كلهم على «ضياء» بالياء، وروي عن ابن كثير «ضئاء» بهمز الياء، وليس بصحيح؛ لأن أصله الواو، وهو من الضوء، وهو عين الفعل، فقلبت ياء كما فُعِلَ في «الصيام والقيام».
  · اللغة: الضوء: بفتح الضاد وضمها معروف، وهو الضياء، يقال: أضاءت النار.
  والقدر بفتح الدال وسكونها: مبلغ الشيء يقال: قدرت الشيء قدره وأَقْدْرُهُ بكسر الدال وضمها. والقدر: القضاء الذي يقدره اللَّه تعالى.
  والمنازل: جمع منزل، وهو موضع النزول.
  والاختلاف: ذهاب كل واحد من الشيئين في غير وجهة الآخر، من الخلاف، واختلاف الليل والنهار ذهاب أحدهما في جهة الضياء، والآخر في جهة الظلام، والأشياء على ضربين؛ إما مختلف، وإما متماثل، ولا واسطة بينهما، فالمثلان ما يسد أحدهما مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته، والمختلف ما لا يسد مسده، والاعتبار بصفة الذات ومقتضى تلك الصفة.
  والليل: جمع ليلة، كتمرة وتَمْرٍ.