قوله تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون 5 إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون 6}
  · الإعراب: يقال: لما وَحَّدَ «وقَدَّرَهُ»، وقد جرى ذِكْرُ الشمس والقمر؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: أن بالقمر أحصى شهور الأهلة التي يعمل الناس عليها في المعاملات، ووضع عليها الأمور الشرعية.
  الثاني: أنه في معنى البينة إلا أنه وحد للإيجاز، اكتفاء بالمعلوم كقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} قال الشاعر:
  رَمَانِي بِأَمْرٍ كُنْتُ مِنْهُ وَوَالِدِي ... بَرِيئًا وَمِنْ جُولِ الطَّوِيِّ رَمَانِي
  أراد: بريئان.
  «ذلكم» اسم (إن)، و (الله) خبره.
  · النزول: قال ابن عباس: قال أهل مكة: يا محمد، ائتنا بآية حتى نؤمن لك، فأنزل اللَّه تعالى: «إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» الآية.
  · المعنى: ثم أراد تعالى في الاحتجاج في التوحيد، وعلى أنه القادر للنشأة الثانية، فقال سبحانه: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً» بالنهار يعني خلق الشمس وخلق فيها الضياء فَجِرْمُهُ جِسْمٌ، والضياء فيه عَرَضٌ «وَالْقَمَرَ نُورًا» أي: وخلق القمر نورًا للخلق وفيهما من الأدلة وجوه كثيرة: فمنها: خَلْقُهُما وخلق النور والضياء فيهما، ودوراتهما ورفعهما وإمساكهما وقربهما وبعدهما ومنازلهما، ومشارقهما، ومغاربهما، وزيادة القمر ونقصانه، وكسوفهما، قال الكلبي: يضيء وجهها لأهل السماوات السبع،