قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون 18 وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون 19}
  قراءة العامة: «أَتُنَبِّئُونَ» بالتشديد، وقرأ أبو [السمال] العدوي: «أَتُنْبِئُونَ» بالتخفيف، وهما لغتان نَبَّأَ يُنَبِّيُ تَنْبِيَةً، وأنبأ ينبئ إنباء، بمعنى واحد، يجمعه قوله تعالى: {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ٣}.
  قراءة العامة: «لقُضِيَ» عنى ما لم يسم فاعله، وعن عيسى بن عمر: «لَقَضَى بينهم» بالفتح لقوله: «سبقت من ربك».
  · اللغة: أصل العبادة: الخضوع، وعَبَّدْتُ فلانًا: اتخذته عبدا، والبعير المعبد: الجرب المبهق بالقطران المذلل.
  والأُمَّةُ: الجماعة التي على معنى واحد، وأصله: القصد، أَمَّ يَؤُمُّ أَمًّا، فكأنهم لما قصدوا طريقة واحدة سميت أمة.
  · الإعراب: «هَؤُلَاءِ» مبتدأ، و «شفعاؤنا» خبره. و «الناس» اسم (كان)، و «أمة» خبره.
  · النظم: ويُقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: لما بين حال الكفار والمفترين على اللَّه وما أوعدهم بَيَّنَ افتراءهم على اللَّه في عبادة الأصنام، عن أبي علي والأصم، وقيل: إنه يتصل بقوله: {لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} كأنه قيل: لا يرجون لقاءنا، ويعبدون غير من يستحق العبادة، عن أبي مسلم.
  · المعنى: «وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ» يعني يعبدون حجرًا جمادًا لا ينفع، ولا يملك نفعًا ولا ضرًا.