قوله تعالى: {هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين 22 فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون 23}
  النبي ÷، عن أبي علي، وقيل: إذا لهم استهزاء وتكذيب، عن مجاهد، وقيل: لا يقولون هذا رزق اللَّه، وإنما يقولون: سُقِينَا بنوء كذا، عن مقاتل. «قُلِ» يا محمد: «اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا» أي: جزاء على مكرهم فيصل إليهم أسرع مما يصل من مكرهم إلى المسلمين، فسمي جزاء المكر مكرًا، وقيل: مكره إنزال العقوبة بهم من حيث لا يشعرون، وقيل: أسرع صنعًا، عن مقاتل «إِنَّ رُسُلَنَا» يعني الملائكة الحفظة «يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ» يتدبرون من سوء تدابيرهم وإسرارهم، وفي الآية تحذير لهم من وجهين:
  أحدهما: أنه تعالى يحفظ مكرهم وهو أسرع في جزائهم، وأقدر، فلا يأمنون إنزال العذاب عليهم.
  والثاني: حفظ الملائكة وكتبة أعمالهم ليجازيهم يوم القيامة.
  · الأحكام: تدل الآية على أن علم الغيب مما يختص به تعالى، خلاف ما تقوله الإمامية: إن الإمام يعلم الغيب.
  وتدل على أنه ينزل الآيات بحسب المصلحة، لا بحسب الاقتراح.
  وتدل على أن ههنا حفظة يكتبون أعمال العباد.
  وتدل على أن ذلك المكر فعلهم؛ حتى يصح أن يكتب عليهم، ويجازيهم، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ٢٢ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٢٣}