قوله تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون 96}
  رَأَتْنَا كَأَنَّا قَاصِدِينَ لِوَصْفِهَا ... بِهِ فَهيَ تَدْنو تَارَةً وَتَزَحْزَحُ
  يصف الظبية، وأراد عهدها بولدها.
  · الإعراب: يقال: ما الواو في قوله تعالى: «وَمِنَ الَّذِينَ»؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: أنه واو عطف، تقديره: أَحْرَصَ النَّاسِ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا، كقولهم: هو أسخى الناس ومن حاتم، يعني وأسخى من حاتم.
  الثاني: أنه واو الاستئناف، وقد تم الكلام عند قوله: «عَلَى حَيَاةٍ» تقديره: ومن الَّذِينَ أشركوا مَنْ يود أحدهم، قال أبو علي: هو على حذف من، أي ومن الَّذِينَ أشركوا من يود، قال علي بن عيسى: هذا غير صحيح؛ لأن حذف مَنْ لا يجوز في مثل هذا الموضع.
  ويقال: بم ارتفع «لَوْ يُعَمَّرُ»؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: بالابتداء وخبره «وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ» أو يكون على تقدير الجواب لما كنى عنه، كأنه قيل: وما هو الذي ليس بمزحزحه؟ فقيل: هو التعمير.
  والثاني: أن يرتفع بمزحزحه ارتفاع الفاعل بفعله.
  ويقال: ما معنى هو؟ وكناية عماذا في قوله: «وَمَا هُوَ»؟
  قلنا: فيه ثلاثة أقوال: قيل: كناية عن أحدهم الذي جرى ذكره، وقيل: كناية عن التعمير، وقيل: هو عماد.
  · المعنى: ثم أخبر تعالى عن أحوال اليهود وأسرارهم، فقال تعالى: «وَلَتَجِدَنَّهُمْ» اللام لام القسم، والنون للتأكيد، وتقديره: واللَّه لتجدنهم يا محمد هَؤُلَاءِ اليهود، فهم كناية