التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون 24 والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 25}

صفحة 3349 - الجزء 5

  قراءة العامة: [«كَأَنْ لَمْ تَغْنَ»] بالتاء لتأنيث الأرض، وعن قتادة بالياء، ذهب إلى الزخرف.

  · اللغة: المَثَلُ: قول سائر يشبه به حال الثاني بحال الأول، وجمعه: أمثال، والمثل: الصفة، والمِثْلُ بكسر الميم: النظير. والمَثُلاَت: العقوبات؛ لأنه شبه ما عوقب عليه، والمثال: مثال الشيء، وجمعه: أمثلة، وأَمَاثِل القوم: خيارهم، وفلان أمثل بني فلان، أي: أدناهم إلى الخير، ومنه: قوله ÷: «ثم الأمثل فالأمثل».

  والاختلاط: «افتعال» من الخلط، وهو تداخل الأشياء بعضها في بعض.

  والزخرف: كمال حسن الشيء، ومنه قيل: للذهب زخرف، كما يقال: زخرفته، أي: حسنته، ومنه: زخرفت الجنة لأهلها؛ لأنها زينت بحسن الألوان، «وَازَّيَّنَتْ» بناؤها تَفَعَّلَتْ من الزينة، أدغمت التاء في الزاي، والتزيين: التحسين، وغني بالمكان:

  أقام به، والمغاني: المنازل؛ لأنه يقام بها، قال النابغة:

  غَنِيَتْ بِذَلِكَ إِذْ هُمُ لَكَ جِيرَةٌ ... مِنْهَا بِعَطْفِ رِسَالَةٍ وَتَوَدُّد

  وقال أبو الطيب:

  مَغَانِي الشَّعْبِ طِيبًا فِي المَغَانِي ... بِمَنْزِلَةِ الرَّبِيعِ مِنَ الزَّمَانِ

  والدعاء: طلب الفعل، والداعي إلى الفعل خلاف الصارف عنه.