قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون 26 والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 27}
  · القراءة: قرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب: «قِطْعًا» بسكون الطاء، وقرأ الباقون بفتح الطاء، فالقطع بسكون الطاء: القطعة، وهي البعض، ومنه: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} أي: قطعة، وقطَع بفتح الطاء جمع: قطعة.
  قراءة العامة: «قَتَرٌ» بفتح التاء، وعن الحسن بسكونها، وهما لغتان قتر وقَتْر، كقَدَرٍ وقَدْرٍ.
  · اللغة: «الحسنى» تأنيث الأحسن، ويقال: الاسم الحسن، والأسماء الحسنى، ونظيره: الأكبر والكبرى، والأصغر والصغرى، والأسوأ والسوآى، وذلك يكثر، وقيل: هو اسم جامع للمحاسن.
  والرَّهَقُ: لحاق الأمر، ومنه: راهق الغلام: إذا لحق حال الرجال، ورهقه في الحرب: أدركه، قال الأزهري: الرهق اسم من «رَهِقَ»، وهو أن يُحْمَلَ الإنسان على ما لا يطيقه، ومنه: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوَدًا}.
  والقَتَرُ: الغبرة التي معها سواد، وهي الغبرة أيضًا، والقتار: الدخان، ومنه الحديث: «وقد خلفتهم قَتَرَةُ رسول اللَّه ÷» أي: غبرة الخيل، وقيل: القتر الغبار، والقترة: ما يغشى الوجه من كرب.
  والمِثْلُ: ما يسد مسد الشيء فيما يرجع إلى ذاته، هذا هو حقيقة المثل، فالأشياء على ثلاثة أوجه: متماثل كالسواد والسواد والجوهر والجوهر، ومختلف غير متضاد كالسواد والحمرة، ومختلف متضاد كالسواد والبياض، ثم يستعمل المثل في غير ذلك.