قوله تعالى: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين 37 أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين 38 بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين 39 ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين 40}
  · القراءة: قراءة العامة: «بِسُورَةٍ» منونة، وعن ابن السَّمَيْقَعِ: «بسُورَةِ مِثْلِهِ» مضافة.
  · اللغة: الافتراء: الخلق والتقدير، وهو «افتعال» من: فريت الأديم: إذا قطعته وقدرته للقطع، ثم يستعمل في الكذب فيقال: افترى الحديث، كما استعمل اختلق وخلق: إذا قال ما لم يسمعه، وفريت الشيء أفريه: إذا قطعته لإصلاحه.
  وقال ابن السكيت: فرى «خلق»، وأَفْرَيْتُهُ: أفسدته، وفلان يَفْرِي الفَرِيّ: إذا أتى بالعجب، وفرى كذبًا: خَلَقَهُ.
  والإحاطة: الإدارة حول الشيء، كالحائط، فعلم الإحاطة: علم بالشيء من جميع جهاته.
  · الإعراب: (أنْ) في قوله: «أَنْ يُفْتَرَى» في محل النصب بالخبر، و «يُفْتَرَى» صلة له، وتقديره: ما كان هذا القرآن مفترى عن الكسائي، وقيل: (أنْ) بمعنى اللام أي: ما كان هذا القرآن ليفترى، كقوله: {مَّا كاَنَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤمِنِينَ} عن أبي مسلم.
  و (أم) في قوله: «أم تقولون» قيل: معناه تقرير حجة بعد مضي حجة أخرى، على تقدير: أتقولون افتراه؟! وقيل: (أم) بمعنى الواو، أي: وتقولون، عن أبي عبيدة.
  وقيل: هو عطف على ما تقدم من الاحتجاج، أي: أتقولون ذلك أم تقولون افتراه، فإن قالوا فقل: فأتوا، عن أبي مسلم.
  «ولكن تصديق» تقديره: ولكن القرآن تصديق، «وتفصيل الكِتاب» أي: فكان القرآن تفصيلا، فنصبته؛ لأنه خبر (كان).