قوله تعالى: {ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين 57 قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون 58}
  والعدل والنبوءات، وأحكام الشريعة، وبيان للحلال والحرام، وفصل بين الحق والباطل. وهو رحمة ونعمة لمن تمسك به، وعمل بما فيه، واتعظ بمواعظه «لِلْمُؤْمِنِينَ» المصدقين به، وخصهم بالذكر وإن كان عظة ورحمة لجميع الخلق؛ لأنهم المنتفعون به والمتمسكون به، وقيل: لأنهم أهله حيث صدقوه، دون من كذب به، عن الأصم. «قُلْ» يا أيها الرسول لهَؤُلَاءِ المؤمنين: «بِفَضْلِ اللَّهِ» قيل: بأفضاله، وقيل: بنعمته التي يتفضل عليكم بها، وهو الإسلام «وَبِرَحْمَتِهِ» بنعمته قيل: فضل اللَّه: الإسلام، ورحمته: القرآن، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد. «فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيرٌ» مما يجمع هَؤُلَاءِ الكفار من الدنيا، وقيل: فضل اللَّه: الدين، ورحمته: أن جعلكم من أهله، عن أبي سعيد الخدري. وقيل: فضل اللَّه: القرآن، ورحمته: السنن، وما أتاه النبي - صلى اللَّه عليه وعلى آله، عن أبي علي؛ لأن أصل الشرع القرآن والسنن، وقيل: فضل اللَّه: الإيمان، ورحمته: القرآن، فليفرح المؤمنون بالتصديق به فهو خير في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فيورث الحكمة والدين، وفي الآخرة الجنة والثواب، عن الأصم، وأبي مسلم. وما يجمعون من الدنيا فإنه إلى فناء وزوال.
  · الأحكام: تدل الآية على عظم حال القرآن، وما فيه من البيان والوعظ، وأنه جامع لخير الدارين.
  وتدل على أن المؤمن ينبغي أن يكون فرحه بالقرآن والدين دون جمع الأموال والذخائر في الدنيا.
  وتدل على الحث على تدبر القرآن والاستغناء به، والعمل بأحكامه.
  وتدل على أن الجَمْعَ فعلهم، وكذلك الفرح، والفرح اعتقاد نَفْعٍ يعود إليه في الحال، أو الاستقبال.