قوله تعالى: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين 97}
  · الإعراب: يقال: الهاء في قوله: «فإنه» وفي قوله: «نزله» على أي شيء يعود؟
  قلنا: يحتمل ثلاثة أوجه:
  الأول: الهاء الأولى تعود على جبريل، والثانية على القرآن، وإن لم يَجْرِ له ذكر لأنه كالمعلوم، كقوله تعالى: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} يعني على الأرض، عن ابن عباس وأكثر أهل العلم.
  الثاني: فإن اللَّه نزل جبريل لا أنه نزل بنفسه.
  الثالث: فإن اللَّه نزل القرآن على يده.
  · النزول: أجمع أهل التفسير أنه جواب لليهود حين زعموا أن جبريل عدو لهم، وميكائيل ولي لهم، وفيهم نزلت الآية، واختلفوا في الحال الذي ظهر منهم ذلك على أربعة أقوال:
  الأول: قال ابن عباس كان ذلك في الحجاج بين ابن صوريا اليهودي وبين النبي ÷ فلما لزمته الحجة قال: من يأتيك؟ قال: جبريل. قال: إنه ينزل بالعذاب والشدة، وهو عدونا، وميكائيل ينزل بالرحمة، وهو صديقنا.
  الثاني: قال الشعبي وقتادة وعكرمة والسدي والأصم: كان ذلك في كلام جرى بينهم وبين عمر بن الخطاب، قالوا: من يأتي صاحبكم؟ فقال: جبريل. فقالوا: هو عدونا، وميكائيل ولينا، فقال: من كان عدوا لجبريل فهو عدو لميكائيل، فرجع عمر إلى النبي ÷ وقد نزلت الآية فقال النبي ÷: «لقد وافقك ربك يا عمر».
  الثالث: قال مقاتل: زعمت اليهود أن جبريل عدونا أُمِرَ أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.