قوله تعالى: {قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون 68 قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون 69 متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون 70}
  من الواو لثقل الضمة على الواو؛ لأنه بمنزلة التضعيف. و (إنَّ) إذا جاء بعد «القول» يكون بالكسر؛ لأنه يستأنف الإخبار به.
  ويقال: ما العامل في قوله: «متاع في الدنيا»؟
  قلنا: الابتداء الذي حذف منه الاسم، وبقي الخبر بتقدير: ذاك متاع، أو هو متاع، ويجوز: لهم متاع.
  · النزول: نزلت الآية في فريقين: أحدهما: الَّذِينَ قالوا: الملائكة بنات اللَّه من مشركي العرب، والآخر: الَّذِينَ قالوا: المسيح ابن اللَّه من النصارى، وقيل: إنهم لم يقولوا: إنها بنات اللَّه على سبيل الولادة.
  قال الأصم: مشركو العرب قالوا: الملائكة بنات اللَّه، يعني جعلهم بمنزلة البنات على سبيل الولادة، وكذلك قالوا في أوثانهم.
  فأما النصارى فهم ثلاث فرق بينهم اختلاف كبير: اليعقوبية، والنسطورية، وأهل دين الملك، وكلهم اتفقوا أنه ثالث ثلاثة، وأنه جوهر واحد ثلاثة أقانيم، وأن أقنوم الابن اتحد بعيسى، والابن ليس على جهة الولادة، ولكن كضوء الشمس من الشمس.
  · المعنى: ثم حكى عن صنف من المشركين قولهم باتخاذ الولد، ونزه نفسه عن ذلك، فقال سبحانه: «قَالُوا» يعني المشركين من قريش والنصارى «اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا» قول النصارى: إنه جوهر واحد، ثلاثة أقانيم، أقنوم الأب، وأقنوم الابن، وروح القدس. ثم اتحد الابن المسيح. ومنهم من قال: اتخذ ابنًا على جهة التبني، وهو قول القرامطة، وكلا القولين باطل؛ لأنه لما استحال فيه حقيقة الولد استحال التبنِّي «سُبْحَانَهُ» أي: هو منزه مبرأ عن ذلك «هُوَ الْغَنِيُّ» يعني أن الولد إنما يتخذه من تجوز