قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون 71 فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين 72 فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين 73}
  يا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحَا
  أي حاملاً رمحًا.
  وقيل: نصب لأنه مفعول معه، كقولك: مع شركائكم، عن الزجاج، كأنه حذف (مع) ووضع الواو موضعه، فتعدى إليه الفعل فنصبه.
  «لا يكن» جزم لأنه عطف أمر معطوف على قوله: «فأجمعوا»، وهو أمر.
  · النظم: قيل: قوله: «واتل» عطف بالواو على ما أمر اللَّه تعالى نبيه ÷ من محاجة الكفار، كقوله: {قُل مَن يَرْزُقُكم} {قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ} وسائر ما تقدم، ثم قال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ} أيضًا، عن أبي مسلم.
  وقيل: يتصل بما قبله بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} كما لم يفلح قوم نوح، واتل عليهم نبأهم.
  · المعنى: «وَاتْلُ» أي: اقرأ يا محمد «عَلَيهِمْ» على مشركي قريش، وأهل مكة «نَبَأَ نُوحٍ» أي: خبره «إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ» الَّذِينَ بُعث إليهم «يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيكُمْ» أي: شق وعظم عليكم «مَقَامِي» بينكم بهذا الدين والرد عليكم عبادة الأصنام «وَتَذْكِيرِي» وعظي وتنبيهي إياكم «بِآياتِ اللَّهِ» أي: حججه وبيناته على صحة التوحيد والعدل، وبطلان ما تدينون به، قيل: في الكلام محذوف وهو: وعزمتم على قتلي أو طردي من بين أظهركم «فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ» في ذلك، وبه أثق أن يكفي أمركم «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ» أي: اعزموا عليه وأعدوا له، وهذا تهديد وليس بأمر، وقيل: اتفقوا في أمركم، ولا تتوانوا فيه «وَشُرَكَاءَكُمْ» قيل: وادعوا