قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون 71 فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين 72 فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين 73}
  شركاءكم، وكذلك في مصحف أُبَيٍّ: (ادعوا شركاءكم)، وهو محمول على أنه فسر به، فبين ÷ أنه لا يرتدع عن دعائهم، وعيب آلهتهم، ويستعين بِاللَّهِ عليهم، فافعلوا ما شئتم، وادعوا شركاءكم، فإن اللَّه تعالى يعصمني منكم، والشركاء قيل: الأوثان التي عبدوها من دون اللَّه، عن الأصم، وأبي علي. وقيل: من شاركهم في دينهم، عن أبي مسلم. «ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً» قيل: خفيًّا ملتبسًا مبهمًا، وقيل: لا يكن أمركم عليكم غمًا وحزنًا في صدوركم بأن تتردوا فيه، فيكون ذلك غمًا في صدوركم، عن أبي مسلم. وقيل: لا يكن أمركم من غير مشورة، وقيل: لا يكن اجتماعكم سرًّا بل أعلنوه وأظهروه، عن الأصم. «ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ» قيل: في أنفسكم، وقيل: أعلموني بأمر ما عندكم من قوله: {وَقَضَينَا} وقيل: توجهوا إليَّ «وَلا تُنْظِرُونِ» ولا تمهلون، وهذا ليس بأمر، وإنما هو تعجيز، كأنه يقول افعلوا جميع ذلك، فلن تصلوا إلي، وقيل: هو تهديد ووعيد، وقيل: لا تؤخروني في الإخبار، إما بإقبال أو إعراض، عن أبي مسلم. «فَإِنْ تَوَلَّيتُمْ» أعرضتم عني وأبيتم القبول مني «فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ» أي: ليس إعراضكم لغرم ألزمكم بل لسوء اختياركم، وقيل: إعراضكم يضركم، ولا يضرني؛ لأني لا أسألكم شيئًا، فيفوتني، وقيل: ما سألتكم أجرًا على أداء الرسالة «إِنْ أَجْرِيَ» أي: ثوابي «إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ» في خاصتي «أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» المنقادين لأمره «فَكَذَّبُوهُ» يعني كذبوا نوحًا في جميع ما دعاهم إليه «فَنَجَّينَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ» أي: السفينة، وقيل: كانوا ثمانين نفسًا، وهلك أهل الأرض جميعًا سواهم «وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاِئفَ» أي: سكان الأرض خلفًا عن الهالكين «وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا» يعني قوم نوح كذابوا بالحجج «فَانْظُرْ» يا محمد، وقيل: فانظر أيها السامع، وقيل: فتفكر «كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ» يعني: الكفار، أنذروا بالعقاب.
  · الأحكام: تدل الآية على محاجة نوح قومه.
  وتدل على أن الأنبياء لا يجوز عليهم التقية، وإن أفضى بهم إلى مكروه.