قوله تعالى: {ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين 74 ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين 75 فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين 76 قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون 77 قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين 78}
  وأصل الطبع في اللغة: من الوسخ والدنس من الآثام والأوزار، كأنه يحصل في قلبه من ذلك شبه وسخ.
  والجرم: الذنب، والمجرم: المذنب، وأصله: القطع، يقال: جَرَمَ التَّمْرَ يجرمه جرمًا، وهو جارم، وفلان جريمة أهله، أي: كاسبهم، ولا جرم، أي: لا بد قطعًا، قال الشاعر:
  وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزَارَةَ بَعْدَهَا أَنْ يَغْضَبُوا
  أي: حملتهم على الغضب لقطعها إياهم إليه.
  والجِرْمُ بالكسر: الجسم المتقطع عن غيره، والجَرْمُ بالفتح: الصوت المنقطع لجهارته عن غيره، والجُرم بالضم: الذنب الذي يوجب قطع صاحبه عن الخيرات.
  واللفت: اللي، وهو الصرف عن أمر، لَفَتَهُ يلفته لفتًا، ولفت عنقه أي: لواه، ولفت فلانًا عن رأيه صرفته عنه، وامرأة لَفُوتٌ: لها زوج ولها ولد من غيره، فهي تلتفت إلى ولدها.
  · الإعراب: (ثُمَّ) للعطف يعطف قصة على قصة، وتقديره: اتل عليهم نبأ نوح، فإنا بعثناه فقال لقومه، ثم بعثنا من بعده، عن أبي مسلم.
  «موسى» وزنه «مُفْعَل»؛ لأنه محمول على قياس العربية، وزيادة الميم أولاً أكثر من زيادة الألف أخيرًا، وكذلك زيادة الهمزة. فأبقى أفعل لهذه العلة.
  ويقال: ما الفرق بين «لَمَّا» و «إذا؟» قلنا: (لَمَّا) تدل على ما مضى، و (إذا) لما يستقبل، كحرف الجزاء.
  والألف في قوله: «أتقولون»، «أسحر» ألف استفهام، والمراد به التقريع على