قوله تعالى: {وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم 79 فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون 80 فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين 81 ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون 82}
  وتدل على أن التكذيب، والاستكبار، والإجرام، والأقوال الفاسدة فِعْلُهُمْ، لتفيد البعثة، فيصح قولنا في المخلوق.
  ويقال: كم شرطا في المعجز؟
  قلنا: أربعة: أن يكون فعل اللَّه غير مقدور للبشر، وأن يكون عقيب الدعوى، وأن يكون ناقضًا للعادة، وأن يكون مع بقاء التكليف.
  ويُقال: ما الفرق بين المعجز والشعبذة؟
  قلنا: فيه وجوه كثيرة: منها أن الشعبذة يعلم أصلها، ولا تخفى على ذي اللب، ويقدر غيره على مثلها، بخلاف المعجز.
قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ٧٩ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ٨٠ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ٨١ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ٨٢}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وأبو عمرو «مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ» بقطع الألف ومدها على الاستفهام، وهو قراءة مجاهد، وقرأ الباقون «السِّحْرُ» موصولة على الخبر، ودليله قراءة ابن مسعود «مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ» من غير ألف ولام.
  · اللغة: الإلقاء: إخراج الشيء من اليد إلى الأرض، ونظيره: الطرح، هذا أصله، ثم يستعمل في غيره توسعًا، فيقال: ألقيت عليه مسألة، وألقى إليه خبره.
  وإحقاق الحق: إظهاره، وتمكنه بالدلائل؛ حتى لا يبقى مطعن لطاعن فيه.