قوله تعالى: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين 83 وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين 84 فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين 85 ونجنا برحمتك من القوم الكافرين 86}
  والعلو: عظم الشأن.
  والإسراف: مجاوزة الحد.
  والنجاة: الخلاص مما فيه المخالفة، ونظيره: السلامة، ونقيضه: الهلاك.
  · الإعراب: «يا قوم» حذفت ياء الإضافة اجتزاء بكسرة الميم، وهو في النداء أحسن من إثباتها لقوة النداء على التعيين.
  والفاء في قوله: «فقالوا» فاء عطف، وجواب الأمر على طريقة: قال السائل: كذا، فقال المجيب: كذا.
  والضمير في قوله: «مَلَئِهِمْ» قيل: يعود على قوم فرعون، وقيل: على ذريته.
  «لَعَالٍ» رفع لأنه خبر (إنَّ)، إلا أنه من بنات الياء، فلا يظهر فيه الرفع كقولهم:
  إن زيدا لقاضٍ.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى من آمن منهم، فقال سبحانه: «فَمَا آمَنَ لمُوسَى» أي: لم يُصَدِّقْ موسى فيما ادعى من النبوة مع ما أتى به من المعجزات الظاهرة «إِلَّا ذُرِّيَّةٌ» أولاد «مِنْ قَوْمِهِ» قيل: من قوم فرعون، فالهاء من (قومه) يعود إليه، وقيل: بل يعود على موسى يعني ذرية من قوم موسى، ومن قال بالأول اختلفوا، فقيل: هم قوم كان أمهاتهم من بني إسرائيل، وآباؤهم من القبط، اتبعوا أمهاتهم وأخوالهم، عن ابن عباس، والفراء، وقيل: هم ناس سَبْيٌ من قوم فرعون آمنوا، منهم امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وجارية، وامرأة وهي مشاطتها، عن عطية، عن ابن عباس، وقيل: لأن موسى مكث أيامًا يدعو القبط، فلم يؤمنوا، ثم آمن بعض أولادهم. ومن قال بالثاني اختلفوا، فقيل: أولاد الَّذِينَ أرسل إليهم مؤمنون، فلم يستجب الآباء وآمن الأبناء، وطال الزمان، فهلك الآباء، وبقي الأبناء، عن مجاهد، وقيل: هم من بني إسرائيل