التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين 94 ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين 95 إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون 96 ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم 97}

صفحة 3426 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى أزاح العلة، وأنهم اختلفوا بعده، وأُتُوا في ذلك من قِبَلِ أنفسهم بعد أن آتاهم البينات.

  ويدل قوله: «ورزقناهم» أن الرزق لا يكون حرامًا؛ لأنه تعالى لا يَمُنُّ بالحرام.

  وتدل على أنه يقضي بين الخلق فيما اختلفوا فيه من الديانات يوم القيامة.

  وتدل أن ذلك الاختلاف فعلهم، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.

قوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ٩٤ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٩٥ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ٩٦ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ٩٧}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر (كلماتُ) على الجمع، وقرأ الباقون (كَلِمَةُ) على واحدة، وإنما جاز (كلمة ربك) لجملة من الكلام؛ لأنه لَمَّا كان في معنى واحد صار بمعنى الكلمة الواحدة، كما يقال: كلمة فلان لقصيدته.

  · اللغة: المِرَيَةُ: الشك، والامتراء «افتعال» منه، وهو طلب الشك، مع ظهور الدليل، وأصله من قولهم: مري الضرع، وهو مسحه ليدر، كأنه شك فيه: أَفِيهِ لبن أم لا؟ فيمريه، ويقال: امترى وتمارى: إذا شك، والتماري: المجادلة على شك.