قوله تعالى: {ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون 99}
  ويقال: لم أوجب عداوة جبريل عداوة اللَّه؟
  قلنا: فيه أقوال: قيل: كان ينزل العذاب بأمره فمن عاداه بهذا السبب فهو في الحقيقة يعادي اللَّه، وقيل: لأنه أنزل بالوحي على محمد بأمره تعالى، فإنكاره يوجب العداوة، وقيل: لأن عداوة جبريل كفر، والكافر عدو لله.
  · الأحكام: الآية تدل على أن من عادى واحدًا من الرسل والملائكة فقد عادى اللَّه وجميع ملائكته ورسله، وأن المؤمن من آمن بالجميع، وقد طعن بعض الملحدة في هذا، وقال: كيف يجوز أن يقول عاقل: أنا عدو لجبريل؟
  قلنا: اللَّه تعالى إنما حكى ذلك عنهم لفرط جهلهم، وليس للجاهل والجهل غاية، ولا عجب في هذا ممن يعبد عجلاً، ويقول لنبي: «اجعل لنا إلها كما لهم آلهة»، وفي الآية تسلية للرسول في أنهم إن كذبوا فلا غرو، فقد فعلوا مثل هذه الأفعال، وقالوا مثل هذه الأقوال.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ٩٩}
  · اللغة: الآية: العلامة التي فيها عبرة، وقيل: العلامة التي فيها أعجوبة.
  البينة: الدلالة الفاصلة بين الحق والباطل حتى يزول الالتباس، يقال: بَيّنهُ فتبين.
  · الإعراب: (قد) تدخل في الكلام للتأكيد، أو تقريب الماضي حتى المستقبل، تقول: قد جاء زيد، وجاءني زيد وقد عزم على. الخروج، أي عازمًا عليه.